لماذا خلقني الله وأنا لا أريد أن أكون موجود بهذا الكون ؟

كثيراً كنت أجد بالسابق طرح هذا السؤال يستخدمه الملحدين ويعتبرنه سؤال ينمي عن ذكاء وعبقرية إدعائاً منهم أن الله يكبت حرية الإنسان فيقولون متسائلين :

طالما أن الإنسان مخير ببعض الأمور و مسير ببعض الأمور الأخرى لماذا جعلني الله مسير رغماً عني في أهم شيء بالنسبة لي وهو

(( وجودي بهذا الكون ))

 

معنى مفهوم السؤال الذي طرحوه طالما أوجد الله لي خيارات متاحة لإختيار قراراتي كان الأولى أن أكون مخير بسر وجودي أن أقبل أو أرفض وجودي وهذه هي قمة الحرية لإنني إتخذت قرار وجودي بذاتي وبرغبة مني ولم أرغم عليها بالإكراه

 

الجواب :

عزيزي الإنسان أنت كنت مخير وما زلت مخير في وجودك باللحظات التي تعيشها الأن ولست مسير على وجودك فعندما تتحدث عن

سر أساسي لوجودك عليك أولاً أن تدقق النظر وتتفكر جيداً بوجودك كيف كنت مخير بوجودك ؟

عندما خلقك الله لم يخلقك لوحدك

لقد كنت مشترك مع 400 مليون خلية أخرى في نفس الحيوان المنوي 

الذي قذفه والدك تتنافس 400 مليون خلية لإختراق بويضة الأنثى تدخل الخلايا بصراع من أجل البقاء لإثبات الوجود بجدارة وبكل قوة ويكون البقاء فقط للأقوى والأصلح تصدر موجات من بويضة الأنثى لتستدل الخلايا على مكان تواجدها لتحدد موقعها تنتقل 400 مليون خلية منوية بإتجاه الموجات التي تصدر من بويضة الأنثى 

قال الله تعالى :
(( إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ ))

 

طريقك واضحة وأنت كنت واحد من تلك الخلايا المنوية لكن أنت الذي إنطلقت بكل سرعتك وبذلت ما بوسعك من طاقة وقوة وجهد وذهبت بإرادتك لإختراق البويضة

وباقي ال 400 ملايين خلية الأخرى منها ما قد استسلم للفشل ومنها من لم ينجح في الصمود ولم يبذل المزيد من الجهد كما فعلت أنت ومنها من لم يتمكن من الصمود لمنافسة 400 مليون خلية قوية ومنها من لم يتمكن من شق غلاف البويضة الخارجي بتميز وإبداع كما فعلت أنت

فبنائاً على ما سبق ذكرته لك أنت كنت مخير بسر وجودك وان لم تكن ترغب بالوجود كان الأولى أن تتوقف عن ذلك الكفاح والصمود وتلك المثابرة وذلك الجهد القوي الذي بذلته وفارقت الحياة بجزء من الثانية وإن أردت أن تلوم أحد على سر وجودك عليك أن تلوم نفسك أولاً ومن ثم تلقي اللوم على والديك لإنهما السبب الرئيسي والأساسي في وجودك كان بإمكان والدك استخدام الواقي الذكري وأمك أن تستخدم وسائل لمنع وتجنب الحمل لكن ثق تماماً لولا حبهما لك لما أمتلكا الرغبة بإنجابك الجميع يحبك والله يحبك لكن انت لم تحب نفسك ولم تحسن الشكر لله ومن ثم لوالديك إن فرصة وجودك كانت

متاحة لك وملك لك لوحدك بدون أي تدخل

ولو راجعنا نظرية تشارلز داروين في كتابه أصل الأنواع 

حول نظريته :

(( الصراع من أجل البقاء والبقاء للأقوى – أي للأنسب و الأصلح ))

ستجد مقارنة ما بين سر وجودك وما بين تلك النظرية أنك كنت مخير ولست مسير رغماً عنك مع العلم أن تشارلز داروين تحدث عن هذه النظرية من ناحية طبية علمية ولم يتحدث بها عن صراعات الحروب والمعارك كما يدعي الملحدين لكن للأسف فإن الملحدين حرفوا مفهوم هذه النظرية الى ما يراغب هواهم وليس كما كان يقصد به تشارلز داروين

وأنت إلى الأن بهذه اللحظات التي تعيشها ما زلت تمتلك حرية الإختيار ما بين البقاء على قيد الحياة وما بين الإنتحار وتنهي وجودك لكن أنصحك أن تفكر بشكل إيجابي بعيد عن التصرفات الا عقلانية والا منطقية بتصرف سلبي منافي للعقل البشري السليم إستغل وجودك بالبحث أكثر عن أسباب وجودك الى أن تتيقن أن الله لم يخلقك ليكبت حريتك وإنما خلقك ليكرمك وليرفع من شأنك 

أرجوا منكم أن تشاهدوا الفيديو التالي الذي سوف يبين لكم بمشاهد أكثر من رائعة عن سر وجودكم وكيف كنتم تمتلكون حرية الإختيار ما بين البقاء أو عدم الوجود .. على الرابط التالي إذا سمحتم :

http://www.youtube.com/watch?v=MVuOPhI9224

أنصحكم بمشاهدته وأن تتأملوا في أنفسكم حقيقة تلك الحرية التي أعطاكم إياها الله ولم تحسنوا شكره على هذه النعمة وارجوا منكم أن تتفكروا جيداً في قول الله تعالى :

 سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ