الاثنين، 25 أغسطس 2014

هل يهوذا الأسخروطي إنتحر أو تم قتله ؟


يهوذا الأسخروطي هو أحد تلاميذ يسوع الإثني عشر
وحسب تسلسل أحداث روايات الإنجيل الكتاب المقدس فإن يهوذا الأسخروطي متهم بتسليم يسوع إلى اليهود لصلب يسوع مقابل مكافئة مقدارها
30 قطعة من الفضة 
إنجيل متى : 26
14 حِينَئِذٍ ذَهَبَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ
الَّذِي يُدْعَى يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ

15 وَقَالَ: «مَاذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُعْطُوني وَأَنَا أُسَلِّمُهُ إِلَيْكُمْ؟»
فَجَعَلُوا لَهُ ثَلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ


لنتأمل تسلسل أحداث قصة تسليم يسوع للصلب حسب روايات الإنجيل لنتحرى من خلال مجرياتها الوقائع الحقيقية التي تبرهن وتثبت أن يهوذا الأسخروطي ليس هو من سلم يسوع للصلب وكذلك الدليل على أنه لم ينتحر حيث قيل أنه خنق نفسه وسوف أثبت أن يهوذا تعرض للقتل بل إلى أشد وأقصى التعذيب والظلم وقد ظلمه الكهنة والشيوخ وجميع سكان أورشليم وظلمه التاريخ عبر صفحاته منذ صلب يسوع إلى يومنا هذا وسوف أثبت بدليل قطعي أن بطرس هو صاحب المؤامرة لصلب يسوع وهو الذي حرض على قتل يهوذا وأخفى الأدلة لكن الله يمهل ولا يهمل وقد يسر الله لي بين يدي تقصي وتحري هذه الحادثة للكشف عن ملابساتها بالحجة والبرهان لكن بالبداية سوف أضع بين أيديكم الأدلة التي يعتمدها الإنجيل لإدانة يهوذا وبنفس الوقت الأدلة من صميم الإنجيل لنفي هذه الإدانة الملفقة عليه

 التهمة الأولى التي وجهت إلى يهوذا بالكتاب المقدس :

يدعي يوحنا ملفت إنتباهنا أن يهوذا شخص طماع وشجع وسارق حيث أنه إعترض على مريم أن تبذر بالإسراف بالطيب الذي دهنت به قدمي يسوع من أجل أن يحصل عليه ليبيعه مقابل ثلاثمئة دينار ليستولي على هذا المال بحجة أنه يريد توزيعه على الفقراء

إنجيل يوحنا : 12

3 فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَنًا مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ

4 فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ :
5 «لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ؟»
6 قَالَ هذَا لَيْسَ لأَنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ


نلاحظ بالآيات السابقة أن
يوحنا
تحدث بشكل خاص عن يهوذا الإسخروطي
سوف نرى ما ورد في إنجيل متى حول هذه المسألة :

إنجيل متى : 26
6 وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ
7 تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ
8 فَلَمَّا رَأَى تَلاَمِيذُهُ ذلِكَ اغْتَاظُوا قَائِلِينَ: «لِمَاذَا هذَا الإِتْلاَفُ؟
9 لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هذَا الطِّيبُ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ»
10 فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «لِمَاذَا تُزْعِجُونَ الْمَرْأَةَ؟ فَإِنَّهَا قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا
11 لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ

نلاحظ بالآيات السابقة أن متى تحدث بصيغة لفظ الجمع بشكل عام عن جميع تلاميذ يسوع ولم يخصص بذكر يهوذا الإسخريوطي بشكل خاص أو حتى أي تلميذ غيره بل تحدث عن جميع التلاميذ بشكل عام بصيغة الجمع
سوف نرى وجهة نظر أخرى من صميم الإنجيل بنفس سياق الموضوع

إنجيل مرقس : 14

3 وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ
4 وَكَانَ قَوْمٌ مُغْتَاظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا: «لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ الطِّيبِ هذَا؟
5 لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ»
وَكَانُوا يُؤَنِّبُونَهَا

6 أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ: «اتْرُكُوهَا لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا
7 لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَمَتَى أَرَدْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِمْ خَيْرًا وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ


نلاحظ في إنجيل مرقس جاء اللفظ الجمع للمجهول بكلمة
قَوْمٌ فمن هم أولائك القوم ؟ الجواب غير معروف فهم مجهولين الهوية ومع ذلك فإن مرقس لم يحدد صيغة اللفظ على وجه الخصوص ليهوذا الإسخريوطي كما فعل يوحنا
مع العلم أننا لو أردنا أن نأخذ الأقرب للصواب سوف نرضخ لا محالة إلى ما جاء به متى نظراً إلى قدم الحكم التاريخي في كتابة الإنجيل كما هو موضح أمامكم

كتب متى إنجيله ما بين سنة 60 - 65 ميلادي

عدد الإصحاحات  28    الأعداد   1071        الكلمات 
 
13508      

لا يوجد تاريخ واضح ومحدد لكتابة إنجيل مرقس ومن المرجح أن يكون كتب مرقس إنجيله خلال الفترة ما بين 61م - 62م أو 63م على الأكثر

عدد الإصحاحات  16    الأعداد   678        الكلمات 
  
8614      

كتب يوحنا إنجيله ما بين سنة 85 - 100 ميلادي
عدد الإصحاحات  21    الأعداد   876        الكلمات 
  
12211      

ومع تناقذ روايات الآيات بمختلف وقائعها ومعانيها ألا إنه قد يتعرض البعض للوقوع في خطاء فالإنجيل تحدث عن سمعان الفريسي
فهل من المنطق أن نحكم على شخصية

سمعان الفريسي أنه هو سِمْعَانَ الأَبْرَصِ أو يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ؟

بهذه الآيات قصة مشابهة لقصة مسح مريم الطيب على قدمي يسوع وورد إسم سمعان بها لكنه سمعان الفريسي وهذه المرأة في الآيات التالية هي إمرأة خاطئة

إنجيل لوقا : 7

39 فَلَمَّا رَأَى الْفَرِّيسِيُّ الَّذِي دَعَاهُ ذلِكَ تَكَلَّمَ فِي نَفْسِهِ قِائِلاً:
«لَوْ كَانَ هذَا نَبِيًّا لَعَلِمَ مَنْ هذِهِ الامَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ إِنَّهَا خَاطِئَةٌ»

40 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:
«يَا سِمْعَانُ عِنْدِي شَيْءٌ أَقُولُهُ لَكَ» فَقَالَ: «قُلْ يَا مُعَلِّمُ».

41 «كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ عَلَى الْوَاحِدِ خَمْسُمِئَةِ دِينَارٍ وَعَلَى الآخَرِ خَمْسُونَ
42 وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَانِ سَامَحَهُمَا جَمِيعًا فَقُلْ: أَيُّهُمَا يَكُونُ أَكْثَرَ حُبًّا لَهُ؟»
43 فَأَجَابَ سِمْعَانُ وَقَالَ: «أَظُنُّ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأَكْثَرِ»
فَقَالَ لَهُ: «بِالصَّوَابِ حَكَمْتَ»

44 ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْمَرْأَةِ وَقَالَ لِسِمْعَانَ:
«أَتَنْظُرُ هذِهِ الْمَرْأَةَ؟ إِنِّي دَخَلْتُ بَيْتَكَ وَمَاءً لأَجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا

45 قُبْلَةً لَمْ تُقَبِّلْنِي وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ رِجْلَيَّ
46 بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ دَهَنَتْ بِالطِّيبِ رِجْلَيَّ


أصبح لدينا ثلاث روايات مختلفة عن بعضها البعض ومتناقذة مع أنها مقتبسة من كتاب واحد وهو الكتاب المقدس
 إنجيل متى - إنجيل يوحنا - إنجيل مرقس

بالنسبة لي أعتقد أن يوحنا ظلم يهوذا الإسخريوطي وكذلك مفسرين الكتاب المقدس وكذلك كل من إعتمد ما رواه يوحنا في إنجيله بدون تقسي وبحث بالحقائق والوقائع فإن يهوذا بريء من هذه الشبهة الملفقة التي تدور حوله وأنا إعتمدت بالأدلة لتبرأته من هذا الظلم الذي ألحق به بالعار مدى التاريخ من خلال الإنجيل يكفي أن يسوع جعل يهوذا أمين صندوق الصيارفة ومن المستحيل أن يضع يسوع ثقته بشخص خائن وسارق فكما نلاحظ بما قاله يسوع بنفسه في الآيات التالية أنه يمتلك قدر كبير من العلم حيث يضع ماله من خلال تعليمه للناس في المثال الذي علمهم إياه بالآيات التالية :

إنجيل متى : 25

14 «وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ
15 فَأَعْطَى وَاحِدًا خَمْسَ وَزَنَاتٍ وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ وَآخَرَ وَزْنَةً كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ
16 فَمَضَى الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا فَرَبحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ
17 وَهكَذَا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ رَبِحَ أَيْضًا وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ
18 وَأَمَّا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ
19 وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيل أَتَى سَيِّدُ أُولئِكَ الْعَبِيدِ وَحَاسَبَهُمْ
20 فَجَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا
21 فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ
كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ


إنتهائاً بهذه الآيات إلى الآية رقم 29 والسؤال الذي يطرح نفسه هل يعقل أن يأتمن يسوع يهوذا الإسخريوطي على صندوق الصيارفة الكثير لولا أنه جربه على القليل لنكن واقعيين وعادلين بيننا وبين أنفسنا هل يعقل أن يتخلى يهوذا عن يسوع مقابل 30 قطعة من الفضة وقد كان بين يديه مئات الألاف من قطع الفضة في صندوق الصيارفة على الأقل كان بإمكانه أن يسرقها جميعها ويهرب بدون أن يعرف أحد عنه شيئا لا أعتقد أن شخص أمين وصادق مثل يهوذا يبحث جشعاً وطمعاً على الحصول على 30 قطعة من الفضة التي كانت مقابل تسليمه يسوع للصلبً


 التهمة الثانية التي وجهت إلى يهوذا بالكتاب المقدس :

يخبرنا الإنجيل أن يهوذا الأسخروطي حدد علامة ليعرف اليهود من هو يسوع  من خلال قبلة حين يقبله يهوذا الأسخروطي ليعرفوا انه هو الشخص المطلوب ومن ثم يلقون القبض عليه وكأن الفريسيين ورُؤَسَاءَ الكهنة والشيوخ يجهلون صفات وشكل يسوع ويحتاجون إلى علامة من أحد الأشخاص المقربين إليه للقبض عليه
إنجيل متى : 27
47 وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا يَهُوذَا أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ قَدْ جَاءَ وَمَعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ بِسُيُوفٍ وَعِصِيٍّ مِنْ عِنْدِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخِ الشَّعْبِ
48 وَالَّذِي أَسْلَمَهُ أَعْطَاهُمْ عَلاَمَةً قَائِلاً: «الَّذِي أُقَبِّلُهُ هُوَ هُوَ. أَمْسِكُوهُ».
49 فَلِلْوَقْتِ تَقَدَّمَ إِلَى يَسُوعَ وَقَالَ: «السَّلاَمُ يَا سَيِّدِي!» وَقَبَّلَهُ
50 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «يَا صَاحِبُ، لِمَاذَا جِئْتَ؟» حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوْا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ


لكن المفاجئة الغير متوقعة وهي أن اليهود يعرفون شخصية يسوع وليسوا بحاجة إلى علامة من شخص ما لمعرفته إن كان هو يسوع أو لا ويوجد الكثير من الألة على ذلك لكن سوف أكتفي بالآيات التالية :

إنجيل يوحنا : 8
1 أَمَّا يَسُوعُ فَمَضَى إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ
2 ثُمَّ حَضَرَ أَيْضًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ
3 وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًا وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسْطِ
4 قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ
5 وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟»
6 قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ
وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ

7 وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ:
«مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ»

8 ثُمَّ انْحَنَى أَيْضًا إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ
9 وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسْطِ
10 فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى الْمَرْأَةِ قَالَ لَهَا:
«يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟»

11 فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ» فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ:
«وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا»
نلاحظ الآن أنه في التهمة الأولى التي وجهها يوحنا إلى يهوذا برأه منها متى
و في التهمة الثانية إتهمه بها متى برأه منها يوحنا بسبب تناقذ الروايات بالدلالة المعنوية الواضحة ولا ينكرها سوى إنسان يتبع هواه


وبعد أن سلمه لهم وحصل على المكافئة ندم وصرح بندمه إلى رُؤَسَاء الكهنة والشيوخ ورد إليهم الثلاثين قطعة من الفضة ومن ثم أقدم على الإنتحار
حيث خنق نفسه
إنجيل متى : 27
3 حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ

4 قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا» فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!»
5 فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ

و
رُؤَسَاء الكهنة والشيوخ إشتروا بقطع الفضة التي ردها يهوذا
حقل ليجعلوه مقبرة

هل يعقل أن يكون من المنطق أن يخنق شخص نفسه بنفسه طبعاً مستحيل لكن لو تطرق الإنجيل إلى لفظ شنق نفسه كانت أقرب للصواب والمنطق العقلي السليم وهذا دليل واضح على أنه لم يخنق نفسه بل يوجد من خنقه



إنجيل متى 27
3 حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ
4 قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا» فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ»
5 فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ
6 فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا:
«لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ»
7 فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ
8 لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هذَا الْيَوْمِ
أصبحت قضية صلب يسوع مرتبطة
بضحيتين بريئتين وهما يهوذا الإسخريوطي ويسوع
وكذلك كل الدائرة تدور حول الإستيلاء على
الثلاثين قطعة الفضة وتوجد مؤامرة تتحكم
بها يد خفية تخفي الوقائع الحقيقية .. إقتربنا للكشف عنها

 

حينما نتأمل روايات الإنجيل من أبعاد وجوانب مختلفة بدون التركيز فقط على جانب واحد بشكل منحصر سنتوصل إلى ما لم نكن ندركه من قبل والكشف عن المجرم الحقيقي الذي تفنن في التخطيط لهذه المؤامرة لصلب يسوع وجعل يهوذا الضحية والمشكلة الكبرى أنه جعل نفسه يخاطب تحت اسم الرب والروح القدس بمعنى أنه يقتل القتيل ومن ثم يمشي في جنازته وهذا الجاني هو بطرس


سفر أعمال الرسل 2   
15 وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ
قَامَ بُطْرُسُ فِي وَسْطِ التَّلاَمِيذِ وَكَانَ عِدَّةُ أَسْمَاءٍ مَعًا نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ فَقَالَ:

16«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ عَنْ يَهُوذَا الَّذِي صَارَ دَلِيلاً لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ

17 إِذْ كَانَ مَعْدُودًا بَيْنَنَا وَصَارَ لَهُ نَصِيبٌ فِي هذِهِ الْخِدْمَةِ

18 فَإِنَّ هذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسْطِ فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا

19 وَصَارَ ذلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ
حَتَّى دُعِيَ ذلِكَ الْحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقَلْ دَمَا» أَيْ: حَقْلَ دَمٍ

20 لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْمَزَامِيرِ:
لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَابًا وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آخَرُ



لنعيد تدقيق النظر جيداً بالآيات السابقة

لقد إجتمع بطرس مع نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ شخص لمحاكمة يهوذا فقد صرح
ببداية الآية
رقم 18 بقوله  فَإِنَّ هذَا يقصد عن يهوذا الإسخريوطي وهذا دلالة على ان يهوذا كان حاضراً بينهم ويتم محاكمته وإدانته بتهمة تسليم يسوع للصلب وأخذ 30 قطعة من الفضة مكافئة لتسليمه يسوع للصلب ودلالة واضحة أن يهوذا لم ينتحر مباشرة كما أخبر مسبقاً بالإنجيل ولم يخنق نفسه ثم يكمل بتوضيح عقوبة يهوذا بقوله وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسْطِ، فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا.
فهذه الآية لوحدها دليل على أنه تم إنحاء واقساء يهوذا من منصبه كتلميذ ليسوع وأنه تعرض للقتل والطعن لوقوع أحشاؤه كلها وهذا دليل على أنه تعرض لإشد وسائل التعذيب قبل موته وليت أن بطرس إكتفى بهذه الجريمة بل عمد إلى إبادة وقتل عائلة يهوذا حتى لا يأتي يوم ويثئر منه أحد من أسرة يهوذا
لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَابًا وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ. وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آخَرُ.
لكن بطرس قد جهل بخطابه مسألتين في غاية الحساسية وهما بقوله :

المسألة الأولى :  لفظ كلمة
سَبَقَ لإن لفظ هذه الكلمة تعتبر تجذيف على الروح القدس فلا شيء يسبقها طالما أن الروح القدس أقنوم من الأقانيم الثلاثة وهي الأب السماوي والروح القدس والإبن فلفظ كلمة سبق تعتبر أن الرب لم يحط بعلمه ما قد سبق الروح القدس ولا يعلم ما هو بعلم المستقبل وأصبحت كلمة سبق قدرتها أقوى وأسرع وأعلى من الربوبية السماوية كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ
المسألة الثانية :  فَإِنَّ هذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ

مع العلم أن هذه التهمة تسقط عن يهوذا فهو لم يقتني حقلاً كما يدعي بطرس بل من إقتنى الحقل هم رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ إنجيل متى 27
3 حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ
4 قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا» فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ»
5 فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ
6 فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا:
«لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ»
7 فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ
8 لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هذَا الْيَوْمِ

هل تعلم
أنه تم شراء المقبرة لإخفاء جثة يهوذا بها حيث لن يتمكن أحد من التفتيش داخل المقبرة ونبش القبور للتحقيق في ملابسات إنتحار يهوذا وإلا تعتبر إهانة للمقدسات الدينية مما يثير غضب عامة الشعب وهكذا تمكن
رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ من إخفاء جثة يهوذا للتستر على جريمتهم ؟
هل تعلم
أن بطرس تعمد بإن يكون قتل يهوذا بشكل جماعي بمساعدة
نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ شخص حتى لا يتم إدانته ويلاقي حذفه بالموت لإنه قتل نفس بغير حق ولا يمكن لإحد أن يعترف على بطرس لإن الجميع مشتركين بهذه الجريمة وإذا تم فضح أحدهم سيلقى حذفه كما كان مصير يهوذا لإنه يعرض الجميع للخطر وكذلك سيكون سبب لهدم أركان المعتقد المسيحي وخاصة من بعد مسألة صلب يسوع فلن يؤمن أحد بالمعتقد المسيحي بنائاً على مواكبة الأحداث الصادمة خلف بعضها البعض

هل تعلم
أن قول يسوع ليهوذا أنت قلت كما هو موضح بهذه الآية لا تعتبر إقرار من يسوع على أن يهوذا هو مسلمه
إنجيل متى : 26
21 وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ قَالَ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي»

22 فَحَزِنُوا جِدًّا وَابْتَدَأَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَقُولُ لَهُ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا رَبُّ؟»
23 فَأَجَابَ وَقَالَ: «الَّذِي يَغْمِسُ يَدَهُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ هُوَ يُسَلِّمُنِي
24 إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الرَّجُلِ الَّذِي بِهِ يُسَلَّمُ ابْنُ الإِنْسَانِ كَانَ خَيْرًا لِذلِكَ الرَّجُلِ لَوْ لَمْ يُولَدْ!».
25 فَأَجَابَ يَهُوذَا مُسَلِّمُهُ وَقَالَ: «هَلْ أَنَا هُوَ يَا سَيِّدِي؟» قَالَ لَهُ: «أَنْتَ قُلْتَ».

فلقد ورد بنفس الإصحاح نفس الرد لرئيس الكهنة حينما كان يحقق مع يسوع أثناء محاكمته ليصلب بنفس الجواب ليهوذا وهذا الجواب يعتبر جواب استنكار لا جواب اثبات بحيث يترك السائل بحيرة ويتشتت تفكيره ولا يأخذ من يسوع لا حق ولا باطل
إنجيل متى : 26
62 فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:
«أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هذَانِ عَلَيْكَ؟»

63 وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ:
«أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟»

64 قَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنْتَ قُلْتَ


هل تعلم
أن يهوذا لم ينكر يسوع حين إعتقاله وإن الذي أنكره هو بطرس 
إنجيل متى : 26 :
31
حِينَئِذٍ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:
«كُلُّكُمْ تَشُكُّونَ فِىَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:
أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ خِرَافُ الرَّعِيَّةِ

32 وَلكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ»
33 فَأَجَابَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُ: «وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا»
34 قَالَ لَهُ يَسُوعُ:
«الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ دِيكٌ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ»


هل تعلم
أنهم لم يكونوا بحاجة لشراء حقل لجعله مقبرة لإنه حسب روايات الإنجيل فإنه حينما تم صلب يسوع كان يوجد قبر ليس به أحد ودفن فيه يسوع وهذا دليل على أن المكان الذي صلب به يسوع كان داخل مقبرة حيث يلفظ بالعديد من المرات معنى مقبرة بلفظي حقل وبستان ولو أن البستان لم يكن مقبرة لما وجد به قبر من الأساس فلم يجهزه الفريسيين لموت يسوع لإنه كانه من المفترض به أن يبقى معلق على خشبة
 إنجيل يوحنا : 19
وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ

في الختام هل تعلم :
أن جميع تلاميذ يسوع تأمروا على تسليم يسوع لليهود والدليل من الكتاب المقدس في الآية التالية :

إنجيل متى : 27 : 9

حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ :
وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ


جاء اللفظ بصيغة الجمع ثَمَّنُوهُ
ولم يأتي بصيغة المفرد ثَمَّنه
لو ان يهوذا ثمن يسوع كان وجه صيغة الخطاب بالآية عنه بصيغة المفرد لإن لفظ كلمة ثمن وثمنوه تعني شراء وبيع وتقدير سلعة وتعريضها للمساومة والتفاوض للنقصان والزيادة وهذا دليل على تأمر تلاميذ يسوع على تسليمه لليهود ليتم صلبه والخلاص منه

لمزيد من شرح كلمة


الكاهن الأعظم | الكاهن الرأس | رئيس الكهنة | رؤساء الكهنة
الرجاء الضغط هنا




 *&*&*&*&*&*&*&*&*
وفي الختام تقبلوا تحياتي :
Mr-khader al bana

*&*&*&*&*&*&*&*&*   













































الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

(( 1 )) شبهة زواج الرسول من زوجة إبنه بالتبني





[ اسم الكتاب : السنن الكبرى للبيهقي المصنف - البيهقي ]


السنن الكبرى للبيهقي  > كِتَابُ الْوَصَايَا  > جِمَاعُ أَبْوَابِ التَّرْغِيبِ فِي النِّكَاحِ وَغَيْرِ ذَلِكَ > بَابُ وِلايَةِ ابْنِ الْعَمِّ وَإِذَا كَانَ هُوَ وَلِيًّا فَابْنُ الأَخِ ثُمَّ الْعَمُّ أَوْلَى يَكُونُ وِلَيًّا رقم الحديث: 12753
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ اللَّيْثِ ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ الْحَرَّانِيُّ ، ثنا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسَدِيُّ ، عَنِ الْكُمَيْتِ بْنِ زَيْدٍ الأَسَدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَذْكُورٌ مَوْلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : خَطَبَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ أُخْتِي أُشَاوِرُهُ فِي ذَلِكَ ، قَالَ : " فَأَيْنَ هِيَ مِمَّنْ يُعَلِّمُهَا كِتَابَ رَبِّهَا وَسُنَّةَ نَبِيِّهَا " ؟ قَالَتْ : مَنْ ؟ قَالَ : " زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ " ، فَغَضِبَتْ ، وَقَالَتْ : تُزَوِّجُ ابْنَةَ عَمِّكَ مَوْلاكَ ، ثُمَّ أَتَتْنِي ، فَأَخْبَرَتْنِي بِذَلِكَ ، فَقُلْتُ أَشَدَّ مِنْ قَوْلِهَا ، وَغَضِبْتُ أَشَدَّ مِنْ غَضَبِهَا ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ سورة الأحزاب آية 36 ، قَالَتْ : فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ زَوِّجْنِي مَنْ شِئْتَ ، قَالَتْ : فَزَوَّجَنِي مِنْهُ ، فَأَخَذْتُهُ بِلِسَانِي ، فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ " ، ثُمَّ أَخَذْتُهُ بِلِسَانِي ، فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : أَنَا أُطَلِّقُهَا ، فَطَلَّقَنِي فَبَتَّ طَلاقِي ، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي لَمْ أَشْعُرْ إِلا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَكْشُوفَةُ الشَّعْرِ ، فَقُلْتُ : هَذَا أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ ، وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِلا خِطْبَةٍ وَلا شَهَادَةٍ ، قَالَ : " اللَّهُ الْمُزَوِّجُ وَجِبْرِيلُ الشَّاهِدُ " ، وَهَذَا وَإِنْ كَانَ إِسْنَادُهُ لا تَقُومُ بِمِثْلِهِ حُجَّةٌ ، فَمَشْهُورٌ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ ، وَهِيَ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ عَمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ حَتَّى طَلَّقَهَا ، ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا وَكَذَا فِي الْحَدِيثِ ابْنَةُ عَمِّكَ وَالصَّوَابُ ابْنَةُ عَمَّتِكَ


ما معنى حديث مرفوع ؟
الحديث المرفوع هو : ما أضيف إلى النبي صل الله عليه وسلم من قول أو فعل
أو تقرير أو صفة ، وسواء كان المضيف هو الصحابي أو من دونه ، متصلاً كان الإسناد أو منقطعاً وقد سمي هذا النوع من الحديث بالمرفوع ، نسبة إلى صاحب المقام الرفيع وهو : النبي صل الله عليه وسلم


تعريفه لغة : اسم مفعول من وضع الشيء أي حطَّه وسمي بذلك لإنحطاط مرتبته.

واصطلاحا : هو الخبر المختلَق على رسول الله - صل الله عليه وسلم - افتراء عليه.

مرتبته :
هو شر أنواع الضعيف وأقبحها بل جعله بعض العلماء قسما مستقلاً لا يندرج تحت الأحاديث الضعيفة ولا يطلق عليه لفظ حديث إلا من جهة واضعه .
 
حكم روايته :
يحرم اتفاقًا رواية الخبر الموضوع منسوبا
إلى رسول الله - صل الله عليه وسلم - إلا مقرونا ببيان كونه موضوعا
وذلك لقول الرسول - صل الله عليه وسلم - : (من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار).

[ لمشاهدة الأطراف المتعلقة بالحديث الرجاء الضغط هنا ]

[ لمشاهدة النسبة المئوية للأطراف الرجاء الضغط هنا ]



[ لمشاهدة تخريج الحديث الرجاء الضغط هنا ]

[ لمشاهدة النسبة المئوية لتخريج الحديث الرجاء الضغط هنا ]



[ لمشاهدة شواهد الحديث الرجاء الضغط هنا ]

[ لمشاهدة النسبة المئوية لشواهد الحديث الرجاء الضغط هنا ]

والأن نأتي إلى نقد الحديث بشكل مختصر :

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ اللَّيْثِ ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ الْحَرَّانِيُّ ، ثنا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسَدِيُّ ، عَنِ الْكُمَيْتِ بْنِ زَيْدٍ الأَسَدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَذْكُورٌ مَوْلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : خَطَبَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ أُخْتِي أُشَاوِرُهُ فِي ذَلِكَ ، قَالَ : " فَأَيْنَ هِيَ مِمَّنْ يُعَلِّمُهَا كِتَابَ رَبِّهَا وَسُنَّةَ نَبِيِّهَا " ؟ قَالَتْ : مَنْ ؟ قَالَ : " زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ " ، فَغَضِبَتْ ، وَقَالَتْ : تُزَوِّجُ ابْنَةَ عَمِّكَ مَوْلاكَ ، ثُمَّ أَتَتْنِي ، فَأَخْبَرَتْنِي بِذَلِكَ ، فَقُلْتُ أَشَدَّ مِنْ قَوْلِهَا ، وَغَضِبْتُ أَشَدَّ مِنْ غَضَبِهَا ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ سورة الأحزاب آية 36 ، قَالَتْ : فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ زَوِّجْنِي مَنْ شِئْتَ ، قَالَتْ : فَزَوَّجَنِي مِنْهُ ، فَأَخَذْتُهُ بِلِسَانِي ، فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ " ، ثُمَّ أَخَذْتُهُ بِلِسَانِي ، فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : أَنَا أُطَلِّقُهَا ، فَطَلَّقَنِي فَبَتَّ طَلاقِي ، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي لَمْ أَشْعُرْ إِلا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَكْشُوفَةُ الشَّعْرِ ،
فَقُلْتُ : هَذَا أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ ، وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِلا خِطْبَةٍ وَلا شَهَادَةٍ ، قَالَ : " اللَّهُ الْمُزَوِّجُ وَجِبْرِيلُ الشَّاهِدُ " ، وَهَذَا وَإِنْ كَانَ إِسْنَادُهُ لا تَقُومُ بِمِثْلِهِ حُجَّةٌ ، فَمَشْهُورٌ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ ، وَهِيَ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ عَمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ حَتَّى طَلَّقَهَا ، ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا وَكَذَا فِي الْحَدِيثِ ابْنَةُ عَمِّكَ وَالصَّوَابُ ابْنَةُ عَمَّتِكَ


ورد بالحديث الجملة التالية : تُزَوِّجُ ابْنَةَ عَمِّكَ مَوْلاكَ
وهذه الجملة كفيلة على اسقاط صحة الحديث لإن أُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ عَمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والأصل أن تقول إبنة عمتك وليس إبنت عمك
  • أبوها : جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
  •  أمها الصحابية : أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب  بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
    وأميمة هذه هي عمة النبي محمد

ولم يكن يكنى لفظ العم والخال سوى لمن هم أصل الأصل من القرابة وليس بالنسب وكثيراً نلاحظ بالعديد من الأحاديث النبوية أن مخاطبة رسول الله صل الله عليه وسلم لوالد زوجته عائشة بلفظ أبي بكر واليكم أقرب مثال على ذلك :
قال عمرو بن العاص : يا رسول الله أي الرجال أحب إليك ؟ قال : أبو بكر


ذكر ابن هشام في سيرته أن أعمام الرسول تسعة :

العباس ، وحمزة ، وأبو طالب واسمه عبد مناف ، والزبير ، والحارث ، وحَجْلاً ،

والمقوِّم ، وضرار ، وأبو لهب واسمه عبد العزى .


وله ست عمات هنَّ :
صفية ، وأم حكيم البيضاء ، وعاتكة ، وأميمة ، وأروى ، وبرة.

أما القول المنسوب اليها بالحديث :
فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي لَمْ أَشْعُرْ إِلا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَكْشُوفَةُ الشَّعْرِ


الأصل أن يكون القول فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي لَمْ أَشْعُرْ إِلا وقد دخل علي
أو أن تقول جاء إلي أو تقول ما إن لبثت قدومه إلي فلو فرضنا أنه حصل أن تصادف لقاء الرسول لها بمنزلها وهي مكشوفة الرأس فهذا متناقض جداً مع تعاليم الإسلام التي جاء بها رسول الله ولا يمكنه مخالفتها لإنها أمر من الله تعالى ولا بد له من تطبيق شريعة الله فهو المكلف بها والمأمور بتبليغها قال الله تعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا
فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ 
 
{سورة : النور }


يقول الإمام ابن كثير في تفسيره :
« هذه آداب شرعية أدب الله بها عباده المؤمنين وذلك في الاستئذان أمرهم ألا يدخلوا بيوتاً غير بيوتهم حتى يستأنسوا أي: يستأذنوا قبل الدخول ويسلموا »


وبمجرد إستئذانه فإنها تمتلك وقت يكفل لها أن ترتدي على رأسها وتخرج اليه
أو تستقبله بمنزلها وهي مرتدية حجابها


الاستئذان في اللغة وفي الشرع ؟
في اللغة: هو طلب الإذن .
وفي الشرع : عرفه الحافظ ابن حجر في فتح الباري بقوله :
« طلب الإذن : في الدخول لمحل لا يملكه المستأذن»

وكيف يعقل لعاقل أن يشك في أخلاق الرسول الطيبة والله ذكره بصفة تفوق أخلاقيات البشر عبر التاريخ بالماضي والحاضر والمستقبل (وَإنكَ لعَلى خُلقٍ عَظيم)

ليس من المنطق ما ورد بالحديث لأنه يخالف ما أمرنا به النبي صل الله عليه وسلم  حيث قال : (لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيت حتى يستأذن)
وكذلك قوله صل الله عليه وسلم : (إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع)

يعني لو قال: السلام عليكم أأدخل؟ أأدخل؟ أأدخل؟ ولم يؤذن له أو لم يرد

عليه فليرجع .

عزيزي المشاهد اسأل نفسك ما الحكمة من مشروعية الإستئذان ؟
اليس لإن في الإستئذان حفظ لعورات الناس ومنع الإختلاط بين الرجال والنساء

وحفظ محارمهم لكي لا يطلع عليهم أحدٌ
حتى يحفظ المسلم بصره بألا يقع على

عورات الآخرين وألا يرى شيئاً من أمورهم الخاصة
اليس الرسول بنفسه قال :
(إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)

وفي رواية: (إنما جعل الاستئذان من أجل النظر)

بمعنى أن الإستئذان جعل لحفظ البصر من النظر إلى عورات ومحارم

الأخرين فهل يعقل أن يخالف هذه التشريعات الشريفة من مدح فيه الله

(وَإنكَ لعَلى خُلق عَظيم)

من الآداب التي علمنا إيها رسول الله والتي ينبغي أن نراعيها عند الدخول على الآخرين أن يقف المستأذن :على يمين أو شمال الباب لا يقف أمام الباب مباشرة لئلا يرى شيئاً في المنزل من العورات أو نحوها من خاصة أهل المنزل فلا ينبغي أن يقع بصره على المنزل مباشرة فينظر إلى جوف الدار لما ثبت في الحديث عن عبد الله بن بُسر - رضي الله عنه - قال:
( كان رسول الله - صل الله عليه وسلم - إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول : السلام عليكم ، السلام عليكم ) .

و أيضاً :
( جاء رجل فوقف على باب النبي - صل الله عليه وسلم - يستأذن ، فقام على الباب
مستقبل الباب مباشرة فقال النبي - صل الله عليه وسلم : هكذا أو هكذا )
يعني : عن يمينك أو عن يسارك .


وجاء في حديث سعد بن عبادة رضي الله عنه :
(أنه استأذنه مستقبل الباب فقال النبي
صل الله عليه وسلم :
يا سعد لا تستأذن , وأنت مستقبل الباب) .

أما كيفية الاستئذان ، فالأصل فيه أن يكون باللفظ ، كأن يقول المستأذن :

"السلام عليكم أأدخل" وقد ينوب عنه غيره مما تعارف الناس عليه كقرع الباب
ومن آداب الاستئذان أن يكرر المستأذن الاستئذان ثلاثا إذا لم يُسمع ، فإن أذن له

دخل ، وإن لم يؤذن له رجع ، ومن الآداب كذلك أن لا يقف المستأذن قبالة الباب إن

كان مفتوحا، بل ينحرف ذات اليمين أو ذات الشمال ، ولا يحل للمستأذن النظر داخل

البيت ، لقول النبي صل الله عليه وسلم : إنما الاستئذان من النظر . رواه أبو داود

وصححه الألباني.

عزيزي المشاهد اسأل نفسك لماذا شرع أن يكون الاستئذان ثلاثاً ؟

قال العلماء :

المرة الأولى : ليسمع صاحب البيت لإنه قد لا ينتبه

المرة الثانية : ليأخذ أهل البيت حذرهم

المرة الثالثة : إن شاءوا أذنوا وإن شاءوا ردوا
روى مالك في الموطأ عن عطاء بن ياسر أن رسول الله صل

الله عليه وسلم قال لرجل سأله :
أستأذن على أمي؟

فقال: نعم، قال الرجل: إني معها في البيت؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

استأذن عليها ، فقال الرجل :

إني خادمها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

استأذن عليها، أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا

قال: فاستأذن عليها
.


هذه هي أخلاق رسولنا الكريم يكفي انه وصفه رب العزة جل شأنه بقوله
" وإنك لعلى خلق عظيم " ولهذا النعت الرباني تطمئن الأفئدة بأن الرسول الكريم هو أعظم خلق الله وقد منحه الله عز وجل صفات لم تتوفر عند أحد من البشر
لهذا يا عزيزي المشاهد لا تنصاع إلى أكاذيب المعرضين فرسولنا الكريم هو أعظم خلق الله وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
" اللهم
اجعل حب نبيك خالداً فى قلوبنا واجعلنا ممن قلت فيهم رضي الله عنهم ورضوا عنه "

والأن قاربت على الإنتهاء من التعقيب على ما ورد في الحديث

فَقُلْتُ : هَذَا أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ ، وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِلا خِطْبَةٍ وَلا شَهَادَةٍ ، قَالَ : " اللَّهُ الْمُزَوِّجُ وَجِبْرِيلُ الشَّاهِدُ "

فهذا النص لوحده كفيل بإسقاط رواية هذا الحديث لإنه من المعروف أن من موجبات صحة الزواج هي الشروط التالية :
الشرط الثاني: رضا المرأة.
الشرط الثالث: الشهود.
الشرط الرابع: القبول والإيجاب بصيغة التزوج ، كقول الولي : زوجتك ، أو أنكحتك 
وقول الخاطب : قبلت.

إن نص الحديث فيه مخالفة واضحة وصريحة 
أولاً : لإن
أبوها : جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان كان أبوها حليفاً لسيد قريش عبد المطلب بن هاشم .

كان سيرفض حصول نكاح بخلوة بينهما بدون ان يستئذن الرسول منه لطلب الزواج منها وكان ابوها سيعتبر ان ذلك تقليل لشأنه أمام سادة قريش وباقي قبائل العرب مما سيخلق صراع ما بين الرسول وبين أبيها وكذلك مما يساهم في محاولة إشهار أعداء الرسول به ويتهمونه بالزنا وحاشا له من هذه الصفة فكما نعلم أن أعدائه كانوا يترقبون له على أدنى الأخطاء وينتظرون أن يمتلكون أبسط الأمور لإثارة عامة الناس عليه ومن المعروف أن من اساسيات شروط الزواج بالشريعة الإسلامية توفر شهود لإشهار عقد الزواج بين عامة الناس حتى يتم التعارف بين الجميع أنها زوجة له وهو زوج له ومما ينفي صحة هذا النص هو الحديث التالي وسوف أكتفي به :

(أخرج ابن سعد والحاكم عن محمد بن يحيى بن حيان رضي الله عنه قال :
ففارقها زيد واعتزلها ، وانقضت عدتها ، فبينا رسول الله صل الله عليه وسلم جالس يتحدث مع عائشة رضي الله عنها إذ أخذته غشية ، فسرى عنه وهو يبتسم ويقول‏:‏ من يذهب إلى زينب ، فيبشرها أن الله زوجنيها من السماء).

وهذا دليل على أنه لم يذهب إليها بنفسه فترك الأمر مخير بيد نسائه للذهاب اليها لخطبتها


وفي الختام :
كلما تعمقت بالبحث في الشبهات التي يطرحها أعداء الإسلام والحاقدين على رسول الله كلما زاد حبي لدين الإسلام وحبي لرسول الله أشكركم لعرض هذه الشبهة وغيرها علينا فهي تعمق إعتزازنا بديننا وتزيد ثقتنا و أن الرسول محمد مميز عن سائر البشرية فإن أي إنسان لا يتعرض لحروب معنوية وعقائدية هو انسان فاشل ولكن كل ما تعرض له رسولنا الكريم من اشهار بعرضه وسيرته وما زال التاريخ يتواكب بالدفاع عنه هو دليل على تميزه بأخلاقه العظيمة على سائر البشرية

يتبع تكملة هذه السلسلة في الحلقة (( 2 )) شبهة زواج الرسول من زوجة إبنه بالتبني إن شاء الله تعالى

اللهم صل وسلم على حبيبي محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

[ للتواصل معي عبر موقع facebook الرجاء الضغط هنا ]