الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

(( 1 )) شبهة زواج الرسول من زوجة إبنه بالتبني





[ اسم الكتاب : السنن الكبرى للبيهقي المصنف - البيهقي ]


السنن الكبرى للبيهقي  > كِتَابُ الْوَصَايَا  > جِمَاعُ أَبْوَابِ التَّرْغِيبِ فِي النِّكَاحِ وَغَيْرِ ذَلِكَ > بَابُ وِلايَةِ ابْنِ الْعَمِّ وَإِذَا كَانَ هُوَ وَلِيًّا فَابْنُ الأَخِ ثُمَّ الْعَمُّ أَوْلَى يَكُونُ وِلَيًّا رقم الحديث: 12753
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ اللَّيْثِ ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ الْحَرَّانِيُّ ، ثنا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسَدِيُّ ، عَنِ الْكُمَيْتِ بْنِ زَيْدٍ الأَسَدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَذْكُورٌ مَوْلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : خَطَبَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ أُخْتِي أُشَاوِرُهُ فِي ذَلِكَ ، قَالَ : " فَأَيْنَ هِيَ مِمَّنْ يُعَلِّمُهَا كِتَابَ رَبِّهَا وَسُنَّةَ نَبِيِّهَا " ؟ قَالَتْ : مَنْ ؟ قَالَ : " زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ " ، فَغَضِبَتْ ، وَقَالَتْ : تُزَوِّجُ ابْنَةَ عَمِّكَ مَوْلاكَ ، ثُمَّ أَتَتْنِي ، فَأَخْبَرَتْنِي بِذَلِكَ ، فَقُلْتُ أَشَدَّ مِنْ قَوْلِهَا ، وَغَضِبْتُ أَشَدَّ مِنْ غَضَبِهَا ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ سورة الأحزاب آية 36 ، قَالَتْ : فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ زَوِّجْنِي مَنْ شِئْتَ ، قَالَتْ : فَزَوَّجَنِي مِنْهُ ، فَأَخَذْتُهُ بِلِسَانِي ، فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ " ، ثُمَّ أَخَذْتُهُ بِلِسَانِي ، فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : أَنَا أُطَلِّقُهَا ، فَطَلَّقَنِي فَبَتَّ طَلاقِي ، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي لَمْ أَشْعُرْ إِلا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَكْشُوفَةُ الشَّعْرِ ، فَقُلْتُ : هَذَا أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ ، وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِلا خِطْبَةٍ وَلا شَهَادَةٍ ، قَالَ : " اللَّهُ الْمُزَوِّجُ وَجِبْرِيلُ الشَّاهِدُ " ، وَهَذَا وَإِنْ كَانَ إِسْنَادُهُ لا تَقُومُ بِمِثْلِهِ حُجَّةٌ ، فَمَشْهُورٌ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ ، وَهِيَ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ عَمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ حَتَّى طَلَّقَهَا ، ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا وَكَذَا فِي الْحَدِيثِ ابْنَةُ عَمِّكَ وَالصَّوَابُ ابْنَةُ عَمَّتِكَ


ما معنى حديث مرفوع ؟
الحديث المرفوع هو : ما أضيف إلى النبي صل الله عليه وسلم من قول أو فعل
أو تقرير أو صفة ، وسواء كان المضيف هو الصحابي أو من دونه ، متصلاً كان الإسناد أو منقطعاً وقد سمي هذا النوع من الحديث بالمرفوع ، نسبة إلى صاحب المقام الرفيع وهو : النبي صل الله عليه وسلم


تعريفه لغة : اسم مفعول من وضع الشيء أي حطَّه وسمي بذلك لإنحطاط مرتبته.

واصطلاحا : هو الخبر المختلَق على رسول الله - صل الله عليه وسلم - افتراء عليه.

مرتبته :
هو شر أنواع الضعيف وأقبحها بل جعله بعض العلماء قسما مستقلاً لا يندرج تحت الأحاديث الضعيفة ولا يطلق عليه لفظ حديث إلا من جهة واضعه .
 
حكم روايته :
يحرم اتفاقًا رواية الخبر الموضوع منسوبا
إلى رسول الله - صل الله عليه وسلم - إلا مقرونا ببيان كونه موضوعا
وذلك لقول الرسول - صل الله عليه وسلم - : (من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار).

[ لمشاهدة الأطراف المتعلقة بالحديث الرجاء الضغط هنا ]

[ لمشاهدة النسبة المئوية للأطراف الرجاء الضغط هنا ]



[ لمشاهدة تخريج الحديث الرجاء الضغط هنا ]

[ لمشاهدة النسبة المئوية لتخريج الحديث الرجاء الضغط هنا ]



[ لمشاهدة شواهد الحديث الرجاء الضغط هنا ]

[ لمشاهدة النسبة المئوية لشواهد الحديث الرجاء الضغط هنا ]

والأن نأتي إلى نقد الحديث بشكل مختصر :

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ ، أنبأ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ اللَّيْثِ ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ الْحَرَّانِيُّ ، ثنا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَسَدِيُّ ، عَنِ الْكُمَيْتِ بْنِ زَيْدٍ الأَسَدِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَذْكُورٌ مَوْلَى زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : خَطَبَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ أُخْتِي أُشَاوِرُهُ فِي ذَلِكَ ، قَالَ : " فَأَيْنَ هِيَ مِمَّنْ يُعَلِّمُهَا كِتَابَ رَبِّهَا وَسُنَّةَ نَبِيِّهَا " ؟ قَالَتْ : مَنْ ؟ قَالَ : " زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ " ، فَغَضِبَتْ ، وَقَالَتْ : تُزَوِّجُ ابْنَةَ عَمِّكَ مَوْلاكَ ، ثُمَّ أَتَتْنِي ، فَأَخْبَرَتْنِي بِذَلِكَ ، فَقُلْتُ أَشَدَّ مِنْ قَوْلِهَا ، وَغَضِبْتُ أَشَدَّ مِنْ غَضَبِهَا ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ سورة الأحزاب آية 36 ، قَالَتْ : فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ زَوِّجْنِي مَنْ شِئْتَ ، قَالَتْ : فَزَوَّجَنِي مِنْهُ ، فَأَخَذْتُهُ بِلِسَانِي ، فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ " ، ثُمَّ أَخَذْتُهُ بِلِسَانِي ، فَشَكَانِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالَ : أَنَا أُطَلِّقُهَا ، فَطَلَّقَنِي فَبَتَّ طَلاقِي ، فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي لَمْ أَشْعُرْ إِلا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَكْشُوفَةُ الشَّعْرِ ،
فَقُلْتُ : هَذَا أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ ، وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِلا خِطْبَةٍ وَلا شَهَادَةٍ ، قَالَ : " اللَّهُ الْمُزَوِّجُ وَجِبْرِيلُ الشَّاهِدُ " ، وَهَذَا وَإِنْ كَانَ إِسْنَادُهُ لا تَقُومُ بِمِثْلِهِ حُجَّةٌ ، فَمَشْهُورٌ أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ ، وَهِيَ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، وَأُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ عَمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ حَتَّى طَلَّقَهَا ، ثُمَّ تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا وَكَذَا فِي الْحَدِيثِ ابْنَةُ عَمِّكَ وَالصَّوَابُ ابْنَةُ عَمَّتِكَ


ورد بالحديث الجملة التالية : تُزَوِّجُ ابْنَةَ عَمِّكَ مَوْلاكَ
وهذه الجملة كفيلة على اسقاط صحة الحديث لإن أُمُّهَا أُمَيْمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمٍ عَمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والأصل أن تقول إبنة عمتك وليس إبنت عمك
  • أبوها : جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان
  •  أمها الصحابية : أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب  بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
    وأميمة هذه هي عمة النبي محمد

ولم يكن يكنى لفظ العم والخال سوى لمن هم أصل الأصل من القرابة وليس بالنسب وكثيراً نلاحظ بالعديد من الأحاديث النبوية أن مخاطبة رسول الله صل الله عليه وسلم لوالد زوجته عائشة بلفظ أبي بكر واليكم أقرب مثال على ذلك :
قال عمرو بن العاص : يا رسول الله أي الرجال أحب إليك ؟ قال : أبو بكر


ذكر ابن هشام في سيرته أن أعمام الرسول تسعة :

العباس ، وحمزة ، وأبو طالب واسمه عبد مناف ، والزبير ، والحارث ، وحَجْلاً ،

والمقوِّم ، وضرار ، وأبو لهب واسمه عبد العزى .


وله ست عمات هنَّ :
صفية ، وأم حكيم البيضاء ، وعاتكة ، وأميمة ، وأروى ، وبرة.

أما القول المنسوب اليها بالحديث :
فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي لَمْ أَشْعُرْ إِلا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا مَكْشُوفَةُ الشَّعْرِ


الأصل أن يكون القول فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي لَمْ أَشْعُرْ إِلا وقد دخل علي
أو أن تقول جاء إلي أو تقول ما إن لبثت قدومه إلي فلو فرضنا أنه حصل أن تصادف لقاء الرسول لها بمنزلها وهي مكشوفة الرأس فهذا متناقض جداً مع تعاليم الإسلام التي جاء بها رسول الله ولا يمكنه مخالفتها لإنها أمر من الله تعالى ولا بد له من تطبيق شريعة الله فهو المكلف بها والمأمور بتبليغها قال الله تعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا
فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ 
 
{سورة : النور }


يقول الإمام ابن كثير في تفسيره :
« هذه آداب شرعية أدب الله بها عباده المؤمنين وذلك في الاستئذان أمرهم ألا يدخلوا بيوتاً غير بيوتهم حتى يستأنسوا أي: يستأذنوا قبل الدخول ويسلموا »


وبمجرد إستئذانه فإنها تمتلك وقت يكفل لها أن ترتدي على رأسها وتخرج اليه
أو تستقبله بمنزلها وهي مرتدية حجابها


الاستئذان في اللغة وفي الشرع ؟
في اللغة: هو طلب الإذن .
وفي الشرع : عرفه الحافظ ابن حجر في فتح الباري بقوله :
« طلب الإذن : في الدخول لمحل لا يملكه المستأذن»

وكيف يعقل لعاقل أن يشك في أخلاق الرسول الطيبة والله ذكره بصفة تفوق أخلاقيات البشر عبر التاريخ بالماضي والحاضر والمستقبل (وَإنكَ لعَلى خُلقٍ عَظيم)

ليس من المنطق ما ورد بالحديث لأنه يخالف ما أمرنا به النبي صل الله عليه وسلم  حيث قال : (لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيت حتى يستأذن)
وكذلك قوله صل الله عليه وسلم : (إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع)

يعني لو قال: السلام عليكم أأدخل؟ أأدخل؟ أأدخل؟ ولم يؤذن له أو لم يرد

عليه فليرجع .

عزيزي المشاهد اسأل نفسك ما الحكمة من مشروعية الإستئذان ؟
اليس لإن في الإستئذان حفظ لعورات الناس ومنع الإختلاط بين الرجال والنساء

وحفظ محارمهم لكي لا يطلع عليهم أحدٌ
حتى يحفظ المسلم بصره بألا يقع على

عورات الآخرين وألا يرى شيئاً من أمورهم الخاصة
اليس الرسول بنفسه قال :
(إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)

وفي رواية: (إنما جعل الاستئذان من أجل النظر)

بمعنى أن الإستئذان جعل لحفظ البصر من النظر إلى عورات ومحارم

الأخرين فهل يعقل أن يخالف هذه التشريعات الشريفة من مدح فيه الله

(وَإنكَ لعَلى خُلق عَظيم)

من الآداب التي علمنا إيها رسول الله والتي ينبغي أن نراعيها عند الدخول على الآخرين أن يقف المستأذن :على يمين أو شمال الباب لا يقف أمام الباب مباشرة لئلا يرى شيئاً في المنزل من العورات أو نحوها من خاصة أهل المنزل فلا ينبغي أن يقع بصره على المنزل مباشرة فينظر إلى جوف الدار لما ثبت في الحديث عن عبد الله بن بُسر - رضي الله عنه - قال:
( كان رسول الله - صل الله عليه وسلم - إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول : السلام عليكم ، السلام عليكم ) .

و أيضاً :
( جاء رجل فوقف على باب النبي - صل الله عليه وسلم - يستأذن ، فقام على الباب
مستقبل الباب مباشرة فقال النبي - صل الله عليه وسلم : هكذا أو هكذا )
يعني : عن يمينك أو عن يسارك .


وجاء في حديث سعد بن عبادة رضي الله عنه :
(أنه استأذنه مستقبل الباب فقال النبي
صل الله عليه وسلم :
يا سعد لا تستأذن , وأنت مستقبل الباب) .

أما كيفية الاستئذان ، فالأصل فيه أن يكون باللفظ ، كأن يقول المستأذن :

"السلام عليكم أأدخل" وقد ينوب عنه غيره مما تعارف الناس عليه كقرع الباب
ومن آداب الاستئذان أن يكرر المستأذن الاستئذان ثلاثا إذا لم يُسمع ، فإن أذن له

دخل ، وإن لم يؤذن له رجع ، ومن الآداب كذلك أن لا يقف المستأذن قبالة الباب إن

كان مفتوحا، بل ينحرف ذات اليمين أو ذات الشمال ، ولا يحل للمستأذن النظر داخل

البيت ، لقول النبي صل الله عليه وسلم : إنما الاستئذان من النظر . رواه أبو داود

وصححه الألباني.

عزيزي المشاهد اسأل نفسك لماذا شرع أن يكون الاستئذان ثلاثاً ؟

قال العلماء :

المرة الأولى : ليسمع صاحب البيت لإنه قد لا ينتبه

المرة الثانية : ليأخذ أهل البيت حذرهم

المرة الثالثة : إن شاءوا أذنوا وإن شاءوا ردوا
روى مالك في الموطأ عن عطاء بن ياسر أن رسول الله صل

الله عليه وسلم قال لرجل سأله :
أستأذن على أمي؟

فقال: نعم، قال الرجل: إني معها في البيت؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

استأذن عليها ، فقال الرجل :

إني خادمها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:

استأذن عليها، أتحب أن تراها عريانة؟ قال: لا

قال: فاستأذن عليها
.


هذه هي أخلاق رسولنا الكريم يكفي انه وصفه رب العزة جل شأنه بقوله
" وإنك لعلى خلق عظيم " ولهذا النعت الرباني تطمئن الأفئدة بأن الرسول الكريم هو أعظم خلق الله وقد منحه الله عز وجل صفات لم تتوفر عند أحد من البشر
لهذا يا عزيزي المشاهد لا تنصاع إلى أكاذيب المعرضين فرسولنا الكريم هو أعظم خلق الله وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
" اللهم
اجعل حب نبيك خالداً فى قلوبنا واجعلنا ممن قلت فيهم رضي الله عنهم ورضوا عنه "

والأن قاربت على الإنتهاء من التعقيب على ما ورد في الحديث

فَقُلْتُ : هَذَا أَمْرٌ مِنَ السَّمَاءِ ، وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِلا خِطْبَةٍ وَلا شَهَادَةٍ ، قَالَ : " اللَّهُ الْمُزَوِّجُ وَجِبْرِيلُ الشَّاهِدُ "

فهذا النص لوحده كفيل بإسقاط رواية هذا الحديث لإنه من المعروف أن من موجبات صحة الزواج هي الشروط التالية :
الشرط الثاني: رضا المرأة.
الشرط الثالث: الشهود.
الشرط الرابع: القبول والإيجاب بصيغة التزوج ، كقول الولي : زوجتك ، أو أنكحتك 
وقول الخاطب : قبلت.

إن نص الحديث فيه مخالفة واضحة وصريحة 
أولاً : لإن
أبوها : جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان كان أبوها حليفاً لسيد قريش عبد المطلب بن هاشم .

كان سيرفض حصول نكاح بخلوة بينهما بدون ان يستئذن الرسول منه لطلب الزواج منها وكان ابوها سيعتبر ان ذلك تقليل لشأنه أمام سادة قريش وباقي قبائل العرب مما سيخلق صراع ما بين الرسول وبين أبيها وكذلك مما يساهم في محاولة إشهار أعداء الرسول به ويتهمونه بالزنا وحاشا له من هذه الصفة فكما نعلم أن أعدائه كانوا يترقبون له على أدنى الأخطاء وينتظرون أن يمتلكون أبسط الأمور لإثارة عامة الناس عليه ومن المعروف أن من اساسيات شروط الزواج بالشريعة الإسلامية توفر شهود لإشهار عقد الزواج بين عامة الناس حتى يتم التعارف بين الجميع أنها زوجة له وهو زوج له ومما ينفي صحة هذا النص هو الحديث التالي وسوف أكتفي به :

(أخرج ابن سعد والحاكم عن محمد بن يحيى بن حيان رضي الله عنه قال :
ففارقها زيد واعتزلها ، وانقضت عدتها ، فبينا رسول الله صل الله عليه وسلم جالس يتحدث مع عائشة رضي الله عنها إذ أخذته غشية ، فسرى عنه وهو يبتسم ويقول‏:‏ من يذهب إلى زينب ، فيبشرها أن الله زوجنيها من السماء).

وهذا دليل على أنه لم يذهب إليها بنفسه فترك الأمر مخير بيد نسائه للذهاب اليها لخطبتها


وفي الختام :
كلما تعمقت بالبحث في الشبهات التي يطرحها أعداء الإسلام والحاقدين على رسول الله كلما زاد حبي لدين الإسلام وحبي لرسول الله أشكركم لعرض هذه الشبهة وغيرها علينا فهي تعمق إعتزازنا بديننا وتزيد ثقتنا و أن الرسول محمد مميز عن سائر البشرية فإن أي إنسان لا يتعرض لحروب معنوية وعقائدية هو انسان فاشل ولكن كل ما تعرض له رسولنا الكريم من اشهار بعرضه وسيرته وما زال التاريخ يتواكب بالدفاع عنه هو دليل على تميزه بأخلاقه العظيمة على سائر البشرية

يتبع تكملة هذه السلسلة في الحلقة (( 2 )) شبهة زواج الرسول من زوجة إبنه بالتبني إن شاء الله تعالى

اللهم صل وسلم على حبيبي محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

[ للتواصل معي عبر موقع facebook الرجاء الضغط هنا ]


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق