الخميس، 13 أغسطس 2015

نقد الكتاب المقدس : الدرس 2

الدرس الثاني : من سلسلة نقد الكتاب المقدس

(( قصة آدم وحواء ))

*******************************

سفر التكوين : الإصحاح 2

16 وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً
17 وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ
18 وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ
19 وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا
20 فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ
21 فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا
22 وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ
23 فَقَالَ آدَمُ : هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ
24 لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا
25 وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ

*******************************

بالبداية سوف أتطرق للتحدث عن ما قاله الرب بعد أن أكل آدم وحواء من شجرة معرفة الخير والشر كما ورد في سفر التكوين الإصحاح 3 ومن ثم سوف أنتقل للتحدث عن بعض الأعداد التي وردت في سفر التكوين الإصحاح 2

*******************************

سفر التكوين : الإصحاح 3 : العدد 22

وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا
(( عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ )) وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ

بالعدد السابق قال أن الإنسان صار (( عارف للخير والشر ))

(( الإنسان يقصد بها صيغة الجمع لآدم وحواء ))

وبما أن الإنسان بعد أن أكل من شجرة معرفة الخير والشر

صار (( عارف للخير والشر ))

فهذا يعني بديهياً أن الإنسان قبل أن يأكل منها

(( لم يكن يعرف الخير والشر ))

مختصر ذلك المفهوم حسب روايات الكتاب المقدس
كان (( الإنسان جاهل )) لا يعرف الصح من الخطأ ولا يميز بين الأمور ولا يعرف معنى معضلة (( الخير والشر / الجزاء والعقاب ))
العقل لديه مجرد صفحة بيضاء وقد يمتلك الطفل القدرة العقلية أكثر من آدم وحواء خصوصاً أن الطفل يخوض بعض التجارب بفترة نموه مما يؤهل العقل لديه على تخزين المعلومات ويبرمجها تلقائياً في الذاكرة مما يجعله يدرك خطورة بعض الأمور التي سبق له أن خاضها على سبيل المثال :
((لمس شعلة النار )) الإدراك العقلي لديه يكون (( محدود نسبياً )) ويتطور من خلال التجربة ومن خلال التعليم وارشاد الأبوين لكن بالنسبة لآدم وحواء لعدم معرفتهما للخير والشر لن يتمكنا من التمييز ما بين الخير والشر حتى لو خاضا ألاف التجارب بالدقيقة الواحدة لإنهما يجهلا الخير والشر
(( بشكل كلي )) فهما لم يأكلا من شجرة معرفة الخير والشر


*******************************


والأن سوف أنتقل إلى سفر التكوين الإصحاح 2


في العدد التالي كانت وصية الرب لآدم أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر


سفر التكوين : الإصحاح 2 العدد 17


وَأَمَّا (( شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا )) لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ


وفي الأعداد التالية صنع الرب لآدم معين له :


سفر التكوين : الإصحاح 2 العدد 18 والعدد 19


18- وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ : لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ
19 - وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا

الآن سوف نركز على العدد السابق 19

(( فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا ))

(( لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا ))

الصواب أن يقول : (( ليسمع مَاذَا يَدْعُوهَا )) لإن المسألة هنا تتعلق بالسمع وتعتمد على ما ينطق به آدم من أسماء وآدم يلفظها قولاً

(( وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ )) لإن آدم ينطق بها ولا يكتبها كتابة

(( وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا ))

*******************************

سفر التكوين : الإصحاح 2 العدد 20

(( فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ ))
وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ

ليس من المنطق أن يسمي آدم جميع الحيوانات والطيور بأسماء وهو يجهل

(( المعرفة ))

فهو لا يعرف شيئاً والمعرفة أقل بكثير من مرتبة (( العلم )) وحينما قارنت هذا العدد مع ما ورد بالقرآن الكريم حول قصة آدم وحواء وجدت فرق شاسع ما بين الكتاب المقدس وما بين القرآن الكريم لقد ورد في القرآن الكريم لفظ بغاية الدقة في قول الله تعالى :

(( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا )) ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ (( يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ )) فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) - سورة البقرة


(( وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ))

(( قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ ))

لم ينطق آدم بالأسماء الا بعلم تعلمه من عليم حكيم (( الله ))

*******************************

نرجع الآن للعدد السابق

سفر التكوين : الإصحاح 2 العدد 20


(( وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ ))


المعين النظير جاء بمصطلح وفي العدد التالي يأتي بمصطلح ثاني مختلف :


المعين الأول : (( الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ ))

المعين الثاني :(( المرأة - حواء ))



سفر التكوين : الإصحاح 2 العدد
21

فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا


(( فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ ))

كلمة (( فَأَوْقَعَ )) هنا لا تعني وقوع بمعنى السقوط الحر أو الرمي من أعلى إلى أسفل وإنما ترمز إلى معنى النوم العميق الذي قد يصل إلى مرحلة الإغماء
أو (( التخدير الكلي ))


(( فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا ))

المفترض أن يقول :

فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ (( فوقها )) لَحْمًا

وليس (( مَكَانَهَا )) لإن كلمة مكانها أصبح خلق جديد بديل بشكل كلي وليس عملية بناء عظم ثم من فوقه لحم وحسب العدد السابق فإن البديل الذي جاء مكان العظم هو الحم واصبح العظم لا وجود له لإن الحم أخذ مكان العظم وحتى أوضح كلامي بشكل بسيط سوف أطرح المثال التالي :

(( وضعت مكان فنجان الماء كأس عصير ))

أصبح مكان الماء عصير ومكان الفنجان كأس

لكن لو قلت أنني أحضرت فنجان ماء وملئت بداخله عصير أصبحت الحالة مختلفة عن ما سبق

وهذا يعني أن عملية البناء التي في العدد التالي خطأ :

سفر التكوين : الإصحاح 2 العدد 22

(( وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ )) امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ

وحسب ما ذكرته سابقاً أن آدم كان غارق في نوم عميق ولا يعرف شيئاً عن أخذ الضلع منه فإنه من الإستحالة عليه أن يعرف أن حواء خلقت من أحد أضلاعه فكيف يعقل أن نقتنع بالعدد التالي ؟

سفر التكوين : الإصحاح 2 العدد 23

فَقَالَ آدَمُ :
هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ


*******************************


كيف يعقل أن يدعوها آدم (( امْرَأَةً )) وكما قلت سابقاً أن آدم لا يعرف شيئاً ؟!

وكيف يعقل لآدم أن يعرف أنها أخذت من أحد أضلاعه وهو كان نائم في
(( سبات )) لا يوجد لدينا سوى أحد الإحتمالات التالية :

1 - إما أن آدم لم يكن نائم في (( سبات )) وهذا يتعارض مع ما قيل عن نومه

2 - وإما أن الرب أخبر آدم عن حواء أنها خلقت من أحد أضلاعه وهذا الإحتمال مستبعد لإن الرب لم يخبره بشيء

3 - أو يكون هذا الكلام من تأليف بشر فالذي كتب هذه القصة ونقلها لنا لم يحسن التنسيق بين تسلسل أحداث القصة وهذا هو الإحتمال الذي فيه الصواب فالرب لا يخطيء

*******************************
وفي الختام سوف أنتهي بالنقد عن العدد التالي :

سفر التكوين : الإصحاح 2 العدد 25


وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ


كيف يخجلان لإنهما عاريان وهما لا يعرفان الخير والشر ؟

آدم وحواء لا يعرفان الخجل ولا يهتمان لإنهما عاريان لإنهما لا يعرفان شيئاً لم يعرفا الخجل وأنهما عاريان إلا بعد أن أكلا من شجرة معرفة الخير والشر ركزوا جيداً على العدد 10 والعدد 11

سفر التكوين : الإصحاح 3 العدد 11

8 - وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ

9 - فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ :
أَيْنَ أَنْتَ ؟

10 - فَقَالَ : سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ
(( فَخَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ ))

11 - فَقَالَ : (( مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ ؟ ))
(( هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا ؟ ))



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق