الاثنين، 10 مارس 2014

هل الإنجيل محرف ؟ الحلقة الثانية





5 وَكَانَ الرَّبُّ قَدْ قَالَ لِمُوسَى :
«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : أَنْتُمْ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ إِنْ صَعِدْتُ لَحْظَةً وَاحِدَةً فِي وَسَطِكُمْ أَفْنَيْتُكُمْ وَلكِنِ الآنَ اخْلَعْ زِينَتَكَ عَنْكَ فَأَعْلَمَ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَ»

6 فَنَزَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ زِينَتَهُمْ مِنْ جَبَلِ حُورِيبَ
7 وَأَخَذَ مُوسَى الْخَيْمَةَ وَنَصَبَهَا لَهُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ بَعِيدًا عَنِ الْمَحَلَّةِ وَدَعَاهَا
                              «خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ»
فَكَانَ كُلُّ مَنْ يَطْلُبُ الرَّبَّ يَخْرُجُ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ الَّتِي خَارِجَ الْمَحَلَّةِ

8 وَكَانَ جَمِيعُ الشَّعْبِ إِذَا خَرَجَ مُوسَى إِلَى الْخَيْمَةِ يَقُومُونَ وَيَقِفُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ وَيَنْظُرُونَ وَرَاءَ مُوسَى حَتَّى يَدْخُلَ الْخَيْمَةَ
9 وَكَانَ عَمُودُ السَّحَابِ إِذَا دَخَلَ مُوسَى الْخَيْمَةَ يَنْزِلُ وَيَقِفُ عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ وَيَتَكَلَّمُ الرَّبُّ مَعَ مُوسَى
10 فَيَرَى جَمِيعُ الشَّعْبِ عَمُودَ السَّحَابِ وَاقِفًا عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ وَيَقُومُ كُلُّ الشَّعْبِ وَيَسْجُدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ
11 وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهًا لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ



سوف أتحدث عن نقد هذه الأيات واحدة تلوا الأخرى وبتمنى تركزوا معي جيداً بمحور الموضوع الذي سوف أتحدث به
سوف يكون مني توجيه النقد بحسب مفهومي الشخصي وسوف أترك لكم التعقيب من بعد تحليلكم لسياق الموضوع سوف أبدأ على بركة الله :

وَكَانَ الرَّبُّ قَدْ قَالَ لِمُوسَى :
قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : أَنْتُمْ شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةِ إِنْ صَعِدْتُ لَحْظَةً وَاحِدَةً فِي وَسَطِكُمْ أَفْنَيْتُكُمْ


ركزوا جيداً على كلمة (( صَعِدْتُ ))
أولاً : أعتقد أنه من غير الائق أن يكون بني إسرائيل أعلى من الرب بل الأصل أن يكون الرب في العلو ولا يعلو فوقه شيء وليس بحاجة الى الصعود لبني اسرائيل


ركزوا جيداً على قوله (( لَحْظَةً وَاحِدَةً ))
لو تأملنا قول الله تعالى في القرآن الكريم بالأية التالية :
قُل لَّوۡ كَانَ الۡبَحۡرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِ مَدَدًا


خلينا نعمل مقارنة ما بين الأية الإنجيلية بقوله (( لَحْظَةً وَاحِدَةً ))
وما بين قول الله تعالى في القرآن

لَنَفِدَ الۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِ مَدَدًا

مجرد مقارنة الأيتين مع بعضهما البعض سوف نجد أن
الرب السماوي في الإنجيل حدد قدراته وإمكانياته وقيدها بلحظة واحدة لكن الله رب العالمين تحدث عن قدراته في القرآن الكريم وجعل قدراته وإمكانياته مطلقة غير محدودة وسرعة تنفيذ أمره قبل أن يتلفظ بكلمة الأمر


الآن ننتقل إلى الأية التالية :

9 وَكَانَ عَمُودُ السَّحَابِ إِذَا دَخَلَ مُوسَى الْخَيْمَةَ يَنْزِلُ وَيَقِفُ عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ وَيَتَكَلَّمُ الرَّبُّ مَعَ مُوسَى

بالبداية رح أعرف مفهوم مصطلح لفظ عمود السحاب إعتماداً على

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري

عمود السحاب يرمز للروح القدس الذي يقود المسيرة لأن خيمة الاجتماع كانت ترمز للمسيح وسط شعبه ولأن السحابة ترمز للروح القدس الذي يعطي ماءً للإثمار والنار ترمز للروح القدس فهو حل على التلاميذ بهيئة ألسنة نار وهذا يتضح من هذه الآية فهناك ملاك الله وهناك عمود السحاب = فانتقل ملاك الله وانتقل عمود السحاب فكل إقنوم له عمله في المسيرة ولاحظ أن الشعب تَعمَّد في السحاب وهذا عمل الروح القدس وملاك الله هو الأقنوم الثاني

من خلال ما سبق شرحه بالتفسير لن ينكر الأحبة المسيحيين أن المقصود بعمود السحاب هو الرب السماوي وليس المقصود به يسوع المتجسد بصورة إنسان لإن
ملاك الله هو الأقنوم الثاني المقصود به يسوع الإبن

وأيضاً تتحدث الآية ٢١ إصحاح ١٣ من سفر الخروج
كان الرب يسير أمامهم خلال النهار في عمود من السحاب ليهديهم الطريق ويسير أمامهم خلال الليل في عمود من نار ليضيء لهم


أرجوكم دققوا النظر جيداً :
يَنْزِلُ وَيَقِفُ عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ + يسير أمامهم

ببداية الأية يتحدث الرب السماوي عن الصعود لبني إسرائيل والأن يناقد كلامه ويتحدث عن النزول أصبح هذا الإلاه مرهون فقط بدخول موسى للخيمة لينزل إليه الرب ليتحدث معه أو يصعد لبني إسرائيل كما وضحت سابقاً
إِذَا دَخَلَ مُوسَى الْخَيْمَةَ يَنْزِلُ وَيَقِفُ عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ وَيَتَكَلَّمُ الرَّبُّ مَعَ مُوسَى

لفظ كلمة إِذَا تعتبر أداة شرط هل من المنطق أن يكون الشرط على الإلاه أو على  موسى ؟

وهل من المنطق أن تقيد قدرات الرب السماوي فقط بدخول موسى للخيمة ؟


مع فائق احترامي ولا أقصد السخرية أو التجريح لكن أصبح هذا الإلاه مثل مصباح علاء الدين شبيك لبيك يحضر عندما يتم استدعائه بجرد مسح المصباح السحري وكذلك نفس الشيء بمقارنة دخول موسى للخيمة وحضور الرب السماوي للقائه !!!

الآن سوف أنتقل إلى الأية التالية :

10 فَيَرَى جَمِيعُ الشَّعْبِ عَمُودَ السَّحَابِ وَاقِفًا عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ وَيَقُومُ كُلُّ الشَّعْبِ وَيَسْجُدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ

من المعروف أن الكنيسة تعتمد إعتماد كلي على المذاهب الفلسفية وخصوصاً في المسائل المتعلقة بالألوهية وأنا عن نفسي من أكثر الأشخاص الذين يعشقون الفلسفة وسوف أعتمد بمحور موضوعي على المذاهب الفلسفية الخمسة المتعارف عليها وهي كل مما يلي :

المذهب الفلسفي العقلي : وهو يعتمد على الأفكار والإستنتاجات والتحليلات العقلية
المذهب الفلسفي الحسي : وهو يعتمد على الحواس سواء المشاهدة بالبصر أو حاسة السمع أو حاسة اللمس أو حاسة الشم أو الذوق

المذهب الفلسفي التجريبي : وهو يعتمد على خوض تجربة ودراستها وإخضاعها لإختبار
المذهب الفلسفي التقارن والتماثل : وهو يعتمد على مقارنة ومماثلة شيء يشبه شيء أخر
المذهب الفلسفي  الشمولي : وهو الدين لشموله جميع المذاهب السابقة

أولاً :
فَيَرَى جَمِيعُ الشَّعْبِ عَمُودَ السَّحَابِ وَاقِفًا عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ
كلمة فَيَرَى تعني المشاهدة بالعين المجردة وليس المعني بها بصيرة القلوب لإنها تتحدث وتؤكد عن مشاهدة الرب وَاقِفًا عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ
فعندما نلجأ الى المذهب الفلسفي الحسي فإننا نتحدث عن مجسم ظهر على شكل صورة متجسد بها يمكن مشاهدته ومن المعروف علمياً أن المادة التي ترى بالعين تكون زائلة وغير أبدية مما يعني أن صفة الألوهية تسقط مباشرة عن المعني بالمقصود بالرب السماوي بحسب الأية الإنجيلية لإنه اصبح عبارة عن مادة ظاهرة تتبدد وقابلة للتشكل والتغير وعندما نلجأ الى المذهب الفلسفي التقارن والتماثل
سوف نجد مجدداً أن صفة الألوهية تسقط مرة أخرى عن المعني بالمقصود بالرب السماوي بحسب الأية الإنجيلية لإن من صفات الإلاه الحقيقي أن لا يشبهه أحد ولا تدركه الأبصار وهو الذي يدركها وليس كمثله شيء
(( قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

والأن سوف ننتقل إلى تكملة الأية :
وَيَقُومُ كُلُّ الشَّعْبِ وَيَسْجُدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ

ركزوا جيداً على قوله
يَسْجُدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ

إن لفظ  فِي بَابِ تعد كارثة وغير منطقية وغير متوافقة مع المنطق العقلي السليم
والسبب لإن صفات الباب باب والإنسان إنسان وكلمة في هنا تعني أنه أصبح كل واحد من الشعب هو نفسه ذلك الباب من المعروف أن الباب يحتوي على مواصفات معينة تختلف عنا نحن البشر فهو يحتوي على خشب وحديد ومسامير وزرفيل ومفتاح وفصالات طبعاً إن كان الباب لبيت من حجر أو طوب أو خشب لكن صفات الإنسان تختلف كلياً عن صفات الباب فعندما يتكلم الإنجيل عن باب خيمة جعل صفات الشعب صفة قطعة من القماش أو ستارة التي يقصد بها الباب والأصل أن يتم تصحيح هذا اللفظ ويكتب مكانه أحدى الجمل التالية حتى يفهم القاريء لتلك الأية ما المقصود منها وليميز ما بين التحريف الذي يتعرض له الذين يكتبون الكتاب المقدس بأيديهم ويقولون أنه من عند الله :
يَسْجُدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ عند بَابِ خَيْمَتِهِ
يَسْجُدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بالقرب من بَابِ خَيْمَتِهِ
يَسْجُدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ تحت عتبة بَابِ خَيْمَتِهِ
يَسْجُدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ أمام بَابِ خَيْمَتِهِ

الآن سوف أنتقل إلى الأية التالية :
11 وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهًا لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ

بالأول سوف أضع الأية التالية :
سفر الخروج 33: 20
لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش

عندما أقارن ما بين الأيتين السابقتين أجد وجود تناقد كبير جداً بينهما والمعنى واضح وليس بحاجة إلى تفسير من السهل جداً أن يستوعب هذا الكلام حتى الطفل الصغير ويدرك معناه بكل سهولة بدون الحاجة الى اللجوء إلى التفسير


لكن مع ذلك سوف أكون عادلاً مع نفسي بدون تحيز وسوف أضع بين أيديكم ما قيل من خلال

تفسير الكتاب المقدس - العهد القديم - القمص تادرس يعقوب

  تفسير سفر الخروج



يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن جميع الرؤيا التي تمتع بها الآباء والأنبياء هي من قبيل تنازل الله معلنًا ذاته قدر ما يحتملون حتى الخليقة السماوية بجميع طغماتها ترى الله هكذا الابن وحده هو الذي يعرف جوهر الآب وقد تجسد لا ليعلن الجوهر الإلهي إنما ليعلن عن ذاته خلال الناسوت

عندما سأل فيلبس السيد المسيح : أرنا الآب وكفانا أجابه السيد :
"من رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 8)
كانت إجابة السيد كما يقول
القديس يوحنا الذهبي الفم:
أشبه بهذا : يستحيل عليك أن تراه أو ترأني لأن فيلبس ظن أنه يعرف الله خلال النظر وحسب نفسه أنه قد عرف المسيح برؤيته له فأراد أن يعرف الآب هكذا لكن يسوع أوضح له أنه لم يَرَ بعد حتى المسيح نفسه


يقول القديس اكليمنس الإسكندري:
من الواضح أنه لا يقدر أحد في هذه الحياة أن يدرك الله بوضوح لكن أنقياء القلب يعانون الله (مت 5: 8) إذ يبلغونه خلال الكمال النهائي


يقول القديس اكليمندس الإسكندري:
اقتنع موسى أن الله لا يُعرف بالحكمة البشرية والتزم أن يدخل في
الظلام الكثيف (السحاب) حيث كان صوت الله ليبلغ إلى الأفكار الخاصة بوجود الله غير المدرك ولا منظور الله ليس في ظلام ولا في مكان إنما هو فوق المكان والزمان وفوق كل السمات


ردي ببساطة مع فائق إحترامي لجميع قداساتهم ومكانتهم وما ذكروه من تفسيرات فإن جميع ما تحدثوا به غير متوافق مع ما ذكر بصريح العبارات والألفاظ ومعانيها بنصوص الأيات الإنجيلية وأكبر شاهد وبرهان من كتابكم المقدس يثبت صحة كلامي هو :

9 وَكَانَ عَمُودُ السَّحَابِ إِذَا دَخَلَ مُوسَى الْخَيْمَةَ يَنْزِلُ وَيَقِفُ عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ وَيَتَكَلَّمُ الرَّبُّ مَعَ مُوسَى
10 فَيَرَى جَمِيعُ الشَّعْبِ عَمُودَ السَّحَابِ وَاقِفًا عِنْدَ بَابِ الْخَيْمَةِ وَيَقُومُ كُلُّ الشَّعْبِ وَيَسْجُدُونَ كُلُّ وَاحِدٍ فِي بَابِ خَيْمَتِهِ


إن إنكاركم لرؤية موسى للرب السماوي يدل على كذبكم وإفترائاتكم التي تخدعون بها المساكين من أتباعكم بغير علم لإن الأية تحدثت بصريح العبارة عن مشاهدة جميع الشعب لعمود السحاب وسبق أن بينت معنى

عَمُودَ السَّحَابِ إعتماداً على ما ورد من تفسيراتكم لها أرجوكم يكفيكم كذباً وإفترائاً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون

أخي وأختي أحبتي المسيحيين أتوسل لكم توسل إنسان لا يريد منكم عرضاً من متاع الدنيا وزينتها وإنما أبتغي المحبة الصادقة لكم إبحثوا وتحروا ولا تصدقوا الأكاذيب التي يعلمونكم إياها بكنائسكم أنا لا أريد أن أقول أن الإنجيل محرف لكن أنا وضحت جزء بسيط جداً عن العديد من النقاط التي تتعلق في غاية الحساسية والأهمية فيها علل وأخطاء لا تليق بصفة إلاه يستحق العبادة والإتباع

إن الله لا يشبهه أحد ولا يتجسد ولا يخطيء

    اللهم إجعلني ممن يتركون أثراً طيباً خلفهم   
أشهد أن لا إلاه إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق